في ظل الأيام العصيبة التي شهدتها الثورة السورية منذ بدء إندلاعها في الأعوام السابقة، بين شعٍب خطى على درب الثورة مُطالبًا بالحريةِ والكرامة، وبين "مرتزقة" صنعها نظام "البعث"، ودسَها بين صفوف من ثاروا نحو مطالب الحق، والذي كُلّفوا بقمع وردع المُظاهرات الشعبية السلمية، التي أودت بحياة الكثير من الشُبّان، نتيجة قمعها بالرصاص الحي من قبل مرتزقة نظام "الأسد".
وفي دخول ثورة الكرامة في عامها الثاني، تحولت ثورة الكرامة من ثورة سلمية الى ثورة مُسلحة، نتيجة اتخاذ النظام أٍساليب القمع "القتل، الاعتقال"، لُكل من وقف بوجهِ سياسة الأسد الإجرامية مُطالبًا بحريته وكرامته الذي افتقدها الشعب منذ بدء حكم الأسد الأب.
الفيس بوك وسيلة في اندلاع الثورة وفي آنٍ واحد هو ضحية لشباب الحراك الثوري في قبضة مُرتزقة الأسد
بدأ حشد شباب الثورة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانوا يستخدمون (الفيس بوك) كـ "وسيلة" للتنسيق عليه من خلال التنسيق على تنظيم المُظاهرات السلمية في الآونة الأخيرة، ضمن مجموعات سرية لا تحتوي إلا من هم أصحاب الثقة، واتخذوا مواقع التواصل الاجتماعي اضطراريا، كون أن قوات النظام تُلاحق الشُبان المُجتمعة في مكانٍ ما "بيت، مكتب، محل"، وأخذهم للأفرع الأمنية، واعتقالهم، واستخدام فيهم كافة أساليب التعذيب الشنيعة، الناجمة عن إجرامهم تحت ملف التحقيق على من "أنتم وما تعني جمعتكم".
ومع هذا، أصبحت تلك الجماعات "الرفقة"، تكتلات فمنها من زُعمت لروح الثورة، ومنها من زُعمت حبًا "للبعث" ورئاسته، فأصبحت الرفقة الشبابية في ظل أيام الثورة "خدعة" زرعها النظام في عقول شبابنا ليتلقى كافة المعلومات التي تتناقل فيما بينهم، في شؤون التنسيق داخل غرفة سرية واحد غير مُعلن عنها.
خلايا تشبيحة إلكترونية أودت بحياة الشبّان لخلف القضبان
مع انتشار واسع للشباب السوري الثوري على الفيس بوك، يقابلهُ أيضًا انتشار واسع لمرتزقة الأسد الإلكترونية "المجهولة"، فعلى مصدر الثقة ينشرح الشباب السوري الثوري في أحاديثه وكتاباته التي تكون غالبًا ضد سياسة الأسد، وزعامتهُ الإجرامية، دون حسبان لأبراج المراقبة "الشبيحة الإلكترونية"، والذي يكون غالبًا من أعز أصدقائهم، فحب نظام الأسد فرّق بين أخين، وزرع الحقد والكراهية بقلوب من تزعم بقوله "يحيا الأسد"، مُصطحبًا بصديقه المُعارض الى خلف قُضبان الطاغية على خلف تقرير مدّعم "دسم"، بصديقه وذلك تبييضًا للوجه أمام ما يسمى قوات النظام أو أفرعهِ الأمنية.
صداقة حميمية تربط "شبيح" مع أشخاص تستروا بثوب الثورة
"أليكس خان"، شاب من مدينة سلقين، يعتقد أنه من "الدفاع الوطني"، لدى قوات النظام يستغل الشباب في مدينة سلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لتحريف أفكارهم، ودعم عقولهم بالأفكار التشبيحية الموهومة، وكسب كافة المعلومات التي تجري في مدينة سلقين من خلال محاوراته مع شبّان مدينة سلقين الواقعة تحت سيطرة المُعارضة.
وعلى خلفية البحث، شوهد أشخاص ممن ادعوا أنهم أبناء الثورة يتحاورن مع "أليكس خان"، المجهول الشخصية ويصفونهُ بالـ "الصديق والأخ الغالي"، ومن بينم الأستاذ (عبدلله الدالي)، رجل في الأربعون من عمره، كُشف أمره تحت تحري بعض شباب الثورة في سلقين، في إحدى الصفحات التشبيحية على الـ "فيس بوك".
وحول هذه الحادثة، قال الناشط الإعلامي "فارس وتي" لـ (تجمع ثقة): "إن الشبيح "أليكس خان"، هو من أخطر كِلاب الأسد المجهولون، والذي من الممكن أنهم يدخلون مدينة سلقين بمساعدة من يحاوروهم في مدينة سلقين كـ (عبدلله دالي) وغيره، خصوصًا أن "خان" لحين هذه اللحظة يُعد من الشبيحة المجهولة الاسم والشخصية".
وتابع "وتي" بـ قوله": لا بد لهذه الحادثة أن ينحسم أمرها، وتُحال الى الجهة الأمنية في مدينة سلقين مُرفقين معها الأدلة، فالأمر هذا خطير جدًا، ولا سيما أن لها خلفية لمصالحهم، فالتعبير الحميم بينهم، والوصف الذي قابلهم بين الأخ والصديق لا تأتي إلا بمصالح تدعم الطرفين".
وأضاف "وتي" بـ قوله": من الضروري أن ننوه الجهات الأمنية بما حصل وإن أخفينا وتسترنا على هذا الأمر فلا فرق بيننا وبينهم، فإما أن نعمل بضمير بعيدًا عن المحسوبية أو نقف جانبًا بعيدًا عن الثورة السورية".
ومن جهته، قال الناشط الإعلامي "عبد الغني العريان لـ (تجمع ثقة): من الصعب علي ان اتهجم بالكلام على استاذ قدير من مدينة سلقين ارتدى رداء الثورة في المدينة، لكن بعد الدليل القاطع الذي واجهنا به من قبل شباب الحراك الثوري في مدينة سلقين، والتي ادانته بالتواصل مع احد شبيحة مدينة سلقين المجهولين الاسم والشخصية، والذي من الممكن ان يدخل سلقين متى يشاء دون الشعور به، فـ من واجبي أن ادعوا كافة العسكر في مدينة سلقين، لفهم الأمر بجدية وعقلانية لتظهر الحقيقة امام الجميع، ولا تظنوا ان هذا الامر تافه، فعلى العكس هو امر خطير للغاية، ومن الممكن ان تزداد الخطورة في حال بقي الحال دون متابعة".
وحول تحري شباب الثورة في مدينة سلقين بمن ادعى الثورة وارتدى ثوبها (الدلي)، بخصوص كلامه الموجه لـ "خان"، قال: "إن "اليكس خان" قد أضافني منذ شهرين على مجموعة "سلقين العدية"، وواجهني بكلام لائق دون أن أعرف شخصيتهُ، ومن خلال إكمال كلام "خان" لي، علمت بأنهُ صديق لي في العمل منذ عشرون عام".
وتابع (الدالي)، بتبريراتهُ الغير مُقنعة" لقد أضفت اليوم بوست من خلال صفحتي على الفيس بوك، أذكر فيه الصلاة على رسول الله، وإذ بإحدى التعليقات أتاني تعليق من شخص يدعى "بشار عبد المحسن"، وشارعني بقوله: "تدعي الثورة ويوجد لديك أصدقاء شبيحة يا "ثورجي"، ومن خلال ردودي قلت لهُ "إن أليكس خان هو أكثر من أخ وصديق لي".
إن تبيان التناقض في حديث "الدالي"، وحدهُ الأدلة الدالة على خلفية العلاقة الحميمة بينهُ، وبين "خان"، فإحدى المرات يقول لا أعرفهُ، وفي مراتٍ أخرى هو صديق لي في العمل وأخ غالي.
الجدير في الذكر، أن "أليكس خان" من الشبيحة الذي ينغل في صفحات "الفيس بوك" من شباب وبنات مدينة سلقين، فمنهم من يعلم بأمره، ومنهم لا يعلم بأمره، والعديد من المرات كُشف أمر "خان" من عبر حساباٍت وهمية لهُ، دخل بها الى إحدى المجموعات الثورية، ليتلقى معلومات أكثر عن مجريات أحداث البلد من الجانب العسكري، لكن لحسن الحظ كُشف أمره من قبل شباب الحراك الثوري وتم طرده على الفور.