تجمع ثقة - نذير وتي
بعد النزاعات والصراعات الدائرة بين (جند الأقصى) و(أحرار الشام) في ريف إدلب، تستنفر جبهة (فتح الشام) بكامل عتادها لمُحاربة (جيش المُجاهدين) بريف إدلب، دون معرفة الأسباب.
هاجمت جبهةُ (فتح الشام) مساء يوم الإثنين 23كانون الثاني/ يناير، مقرًا عسكريًا لـ (جيش المُجاهدين)، في قرية معرشورين في ريف إدلب، وتمكنت من مُحاصرة المقر، مُطالبة من "أحمد الخطيب"، أحد القادة العسكريين لكتائب (جيش المُجاهدين) في ريف إدلب، بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للتنظيم، ولحسن حظهم تمكن المُحاصرين من الهروب الى مكاٍن أمن، دون أن تجري أية اشتباكات بين الطرفين.
وفي ذات السياق، خرجت مُظاهرات شعبية مدنية، في مُعظم مدن وبلدات ريف إدلب "سرمدا، كللي، حزّانو، الدانا، حربنوش"، مُطالبين فيها كف الآذى والبغي عن فصائل الجيش السوري الحر ووقف الاقتتال فيما بينهم لحقن دماء المسلمين، بعد أن شنّت (فتح الشام) هجومها على المقر العسكري لـ (جيش المُجاهدين) ومُحاصرته.
كما أصدر المكتب الإعلامي لبلدة كللي بياٍن لهُ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا فيه: "حِرصًا مِنا لإراقة الدماء، نُحيطكم عِلمًا أنه يمنع مرور أي رتل عسكري من البلدة لأي فصيٍل كان، وأي فصيل سيحاول المرور سيكون هدف مشروع لأهالي البلدة وفصائلها".
وفي سياٍق مُتصل، أصدر اتحاد ثوار الدانا الذي يرأسه الدكتور "محمد خضر شمّة"، بيان يوضح فيه لجميع الفصائل المتواجدة في بلدة الدانا: "نُطالب أهالي الدانا فورًا بالخروج الى مداخل البلدة لمنع خروج أو دخول أي رتل عسكري لأي فصيل كان، وذلك لإراقة دماء المسلمين".
كما تناقل ناشطون من بلدة رأس الحصن الواقعة تحت سيطرة (فتح الشام) في ريف إدلب: "أن مسؤول جبهة (فتح الشام) في بلدة رأس الحصن "أبو سعيد"، قام بتعطيل كافة أبراج النت الموجودة في البلدة ومحيطها، والذي تغذي أغلب مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة المُعارضة، إضافتًا لوضع جهاز ليكون أداة على تشويش الأجهزة اللاسلكية".
وحول هذه الحادثة، قال "أبو عزام الأنصاري" القيادي في حركة (أحرار الشام)، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "زمن القضاء على الفصائل ظلمًا وعدوانًا انتهى، والثورة السورية هي التي ستنهي أي فصيل يريد الاستمرار بهذا العبث الفاسد, جيش المُجاهدين جيشنا".
ومع استنفار كبير لعناصر (فتح الشام) في معظم مدن وبلدات ريف إدلب، منع أهالي بلدة "حربنوش ومعرشورين" في ريف إدلب، مرور أرتال عسكرية تابعة لـ (فتح الشام)، يُعتقد بأن جهتها كانت إلى بلدة باتبو في أماكن مواقع (جيش المُجاهدين) في ريف حلب الغربي.
وفي يوم الثلاثاء 24كانون الثاني/ يناير، شنّت (فتح الشام) هجومًا مسلح على أماكن تواجد (جيش المجاهدين) في بلدة الحلزون شمال بلدة كللي في ريف إدلب، مع تصدي جيش المُجاهدين لها دون وقوع أية إصابات بين كِلا الطرفين.
وفي ذات السياق، دارت اشتباكات دامية بين (فتح الشام) من جهة و(أحرار الشام) من جهة أخرى، في بلدة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى الى وقوع جرحى في صفوف (أحرار الشام) ونقلهم الى النقاط الطبية المتواجدة قرب البلدة لتلقي العلاج، اضافتًا لوقوع قتلى في صفوف المدنيين في بلدة الحلزون في ريف إدلب أثر سقوط قذيفة هاون على منزلهم والتي تعود مصدرها لـ (فتح الشام).
وتداول ناشطون في بلدة تفتناز بريف إدلب: "أنه قد آتى أحد شرعيي الجبهة الى حاجز (فتح الشام) المتواجد في محيط بلدة تفتناز، قائلًا أن جيش المجاهدين قد استلم مدرعات من روسيا في ريف اللاذقية وذلك لإقتتال (جبهة فتح الشام)".
وحول تلك الحادثة، توّضح (فتح الشام) سبب مُهاجمتها لـ (جيش المُجاهدين) في ريفي حلب وإدلب، حسب أنباء قد أتت إليها بأن (جيش المُجاهدين) ستُحارب (فتح الشام) بأمر تركي روسي، وفي ذات السياق، نفى (جيش المُجاهدين) عبر تسجيل صوتي بثهُ ناشطون لـ المقدم "أبو بكر" قائد (جيش المُجاهدين): " نحن لم نعتدي على أحد سوى النظام المجرم، والوجه الأخر لهُ داعش الشر، وما خطونا خطوة إلا واستشرنا أهل العلم".
هذا وقد غردّ "أبو بكر"، على حسابه في تويتر مُخاطبًا الجماعات الثائرة على حد زعمه: "لم نتسول نصرتكم، ولكن نقول إن رأيتمونا على الحق فأعينونا، وإن رأيتمونا على الباطل فناصحونا".
وفي سياقٍ مُنفصل، إشتدة وتيرة الإقتتال بين (فتح الشام) والفصائل العسكرية في ريف إدلب، حيث أعلن "أبو عيسى الشيخ" قائد ألوية (صقور الشام)، عبر تسجيل صوتي لهُ داعيًا فيه كافة الفصائل العسكرية العاملة في الشمال السوري الى النفير العام، بدأ الاقتتال مع (فتح الشام).
وفي تسجيل صوتي تداولهُ الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقائد (صقور الشام)، "أبو عيسى الشيخ"، يعُلن من خلاله تحرير قرية بينين من رجس الخوارج "فتح الشام" على حد وصفه والتي تُعد أقوى نقطة استراتيجية في جبل الزاوية".
وشهدت الساحة في ريف إدلب عدّت انشقاقات في صفوف جبهة "فتح الشام" أثر هجوم الجبهة على جيش المجاهدين وعدّت فصائل من الجيش الحر وكان أهمها علي العرجاني المُكنى بـ " أبو حسن الكويتي" القيادي والشرعي في (فتح الشام) حيث أعلن إنشقاقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا: "نتيجة لهذا الإجرام، فإني أعلن براءتي وانشقاقي عن (فتح الشام) كما فعل غيري من الأخيار بسبب الظلم والفساد والعدوان".
وأصدر (جيش المُجاهدين) بيانٍ صباح يوم الثلاثاء 24كانون الثاني/ يناير، مُخاطبًا الفصائل العسكرية للوقوف وقفة رجل واحد بوجه فكر الخوارج التي تحكم بهِ هذه الجماعات، كما جاء في البيان أيضًا تفاجئهم بالهجوم الذي وصفهُ البيان في الباغي والظالم والمخطط لهُ من قبل (فتح الشام)، وأكد البيان بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيدافعون عن أرضهم على حد زعمهم".
هذا، وأصدر (المجلس الإسلامي السوري) بيانًا، حذر من خلاله استهداف الفصائل المُشاركة في مفاوضات أستانة.
وفي سياٍق مُتصل، بيّنت حركة (أحرار الشام) عبر بيانًا أصدرته يوم الثلاثاء 24كانون الثاني/ يناير، عن موقفها تجاه الأحداث الأخيرة عن رفضها التام، وضم صوتها لباقي الفصائل العسكرية، لمخطط عزل جبهة (فتح الشام) واستهدافها من قبل التحالف الدولي في مفاوضات أستانة، والتي رفضت حضور المفاوضات لأجل (فتح الشام).
وذكر بيان الحركة، "أنهم سيقوموا الأن مع إخوتهم مع باقي الفصائل بالنزول كقوة فصل تمنع الاقتتال ونشر حواجز وقوات لمنع أي أرتال لـ (فتح الشام) أو غيرها تتوجه للاعتداء على المسلمين، والبغي عليهم، واستباحة دمائهم وأموالهم بغير حق على حد زعمهم".
ولم يكن موقف (فيلق الشام) مُختلف عن شقيقتها حركة (أحرار الشام) عبر صدور بيان لها مُعلنة فيه استنفار كافة مقاتليها في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة كقوات فصل، وردع لأي بغي ضد الثورة على حد زعمهم، كما ذكر البيان عن وضع حواجز في المدن والبلدات لمنع مرور أي رتل عسكري كان لقتال إخوانهم في الثورة المباركة على حد وصفهم.
هذا وقد أعلن الناشطون في بلدة معرشورين أن (حيش المجاهدين) قد أخلى مقره حقنًا للدماء، وما سهّلَ عملية الإخلاء دون وقوع أي اشتباكات هو وقوع أسرى من الطرفين.
ما تزال الإمور متوترة بين الفصائل العسكرية في أغلب مدن وبلدات ريف إدلب، مع استنفارها الكامل بقوتها وعتادها لردع البغي الذي غزا مُعظم بلدات ريف إدلب.
يذكر أن النقيب "أمين" القائد العسكري لأحدى كتائب (جيش المجاهدين) ورئيس غرفة العمليات في الراشدين أعلن إنضمامهُ لحركة (أحرار الشام) عبر تسجل صوتي لهُ تناقله الناشطون.